نيكولا تسلا: المخترع العبقري وأسرار السفر عبر الزمن
نيكولا تسلا كان مخترعًا صربيًا أمريكيًا، وفيزيائيًا، ومهندسًا متخصصًا في العلوم الكهربائية والميكانيكية. اشتهر بإنجازاته المذهلة مثل تصميم نظام التيار المتردد (AC)، والبحث في الاتصالات اللاسلكية، وإنشاء كرات البلازما، إضافة إلى العديد من الابتكارات الأخرى. تمكن تسلا من تسخير قوة البرق وتخيل تقنيات سبقت عصره بمراحل، بل إنه ادعى أنه تواصل مع كائنات من خارج الأرض. لذا، لم يكن من الغريب أن يُلقب بـ"العالم المجنون"، ربما بسبب أفكاره الخارجة عن المألوف أو لأنه كان يُعتبر سابقًا لعصره. ولقب أيضًا بـ"صانع القرن العشرين"، مما جعله واحدًا من أكثر الشخصيات ابتكارًا وغموضًا في التاريخ.
إلى جانب اختراعاته الموثقة التي عرفها العالم، كان لدى تسلا العديد من المشاريع التي لم تكتمل. وُصفت بعضها بأنها غريبة أو مستحيلة، بينما تكهن البعض الآخر بأنها أُنجزت بالفعل ولكن تم إخفاؤها لأسباب غامضة. من بين هذه المشاريع المثيرة، برزت أبحاثه حول السفر عبر الزمن والتنقل الآني.
رؤية تسلا: التحكم في المكان والزمان
في عام 1895، بدأ تسلا بحثه حول كيفية تأثير الحقول المغناطيسية على المكان والزمان. افترض إمكانية تغيير هذه الأبعاد باستخدام حقول كهرومغناطيسية قوية. وأثناء تجاربه بالكهرباء ذات الجهد العالي بالقرب من الحقول المغناطيسية، اكتشف تسلا ظواهر تشير إلى إمكانية حدوث تشوه في المكان والزمان. واعتقد أن هذا التشوه قد يفتح ممرات تؤدي إلى أوقات مختلفة. ألهمته هذه الاكتشافات للتعمق أكثر في تجاربه الشخصية على أمل اكتشاف كيفية السفر عبر الزمن.
هل سافر تسلا عبر الزمن؟
في إحدى تجاربه الأولى، ادعى تسلا أنه اختبر السفر عبر الزمن بنفسه. تحدث عن هذا الادعاء لمراسل من صحيفة "نيويورك هيرالد" أثناء لقاء غير رسمي في أحد المقاهي. سرد تسلا حادثة تعرض فيها لصعقة كهربائية بقوة 3.5 مليون فولت.
وفقًا للصحفي، أوضح تسلا أنه تعرض لصدمة هائلة ألقت به في الهواء وأصابته في كتفه. خلال تلك اللحظة، كان تسلا محاطًا بمجال كهرومغناطيسي، مما جعله يرى الماضي والحاضر والمستقبل في آن واحد. ومع ذلك، أصبح مشلولًا داخل المجال ولم يتمكن من إنقاذ نفسه. ولحسن الحظ، تدخل مساعده وأوقف التيار الكهربائي في الوقت المناسب، مما أنقذ حياته.
تجربة فيلادلفيا والتنقل الآني
شهد عصر الحرب العالمية الثانية العديد من التجارب الغامضة. وبينما أجرت النازية تجاربها المثيرة للجدل، انخرطت الولايات المتحدة أيضًا في مشاريع سرية خاصة بها. من بين هذه المشاريع، برزت "تجربة فيلادلفيا"، التي ارتبط اسمها بتسلا وألبرت أينشتاين في محاولة جريئة لتحقيق التنقل الآني وإخفاء الأجسام.
ما هي تجربة فيلادلفيا؟
كانت تجربة فيلادلفيا، المعروفة أيضًا باسم "مشروع قوس قزح"، تهدف إلى جعل السفن الحربية الأمريكية غير مرئية للرادارات. في 28 أكتوبر 1943، وُضعت المدمرة "يو إس إس إلدرج" داخل حقل كهرومغناطيسي قوي. ووفقًا للتقارير، اختفت السفينة ليس فقط عن الرادارات، بل عن الواقع تمامًا، لتظهر مجددًا بعد بضع ثوانٍ على بُعد مئات الأميال في قاعدة نورفولك بولاية فيرجينيا.
ادعى بعض الشهود أن طاقم السفينة تعرض لآثار جسدية ونفسية مروعة بسبب التجربة. ورغم ذلك، نفت البحرية الأمريكية رسميًا وقوع هذه التجربة، إلا أن الغموض حولها استمر وأصبح مصدر إلهام للعديد من روايات وأفلام الخيال العلمي.
دور تسلا في تجربة فيلادلفيا
قبل وفاته بفترة قصيرة، عمل تسلا مع ألبرت أينشتاين في تجربة فيلادلفيا. كان الهدف من المشروع هو تصميم "عباءة خفية" باستخدام المجالات الكهرومغناطيسية، بناءً على نظرية "الحقل الموحد" التي صاغها أينشتاين. تقترح النظرية دمج مجالي الجاذبية والكهرباء، رغم أنه لم يتمكن أحد حتى الآن من تحقيق ذلك عمليًا.
يُعتقد أن تسلا قدم الحسابات والتصميمات الأساسية، إلى جانب المولدات الكهرومغناطيسية اللازمة للتجربة. لكن بسبب خلافات مع البحرية الأمريكية حول بعض المسائل الأخلاقية والتقنية، انسحب تسلا من المشروع. بعد انسحابه، تولى الدكتور "جون فون نيومان" قيادة المشروع. كان نيومان عالم رياضيات وفيزياء بارزًا ساهم في العديد من المشاريع العلمية الكبرى، بما في ذلك مشروع مانهاتن.
إرث تسلا بين العبقرية والغموض
توفي تسلا قبل أن يشهد النتائج النهائية لتجربة فيلادلفيا. وبعد وفاته، صادر مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) أرشيفه بالكامل، مما أثار شائعات حول أن موته لم يكن مجرد صدفة. تشير بعض النظريات إلى أنه تم تحذيره لوقف تجاربه المثيرة للجدل.
الخاتمة
لا يزال من غير المؤكد ما إذا كان تسلا قد نجح بالفعل في كشف أسرار السفر عبر الزمن أو تحقيق التنقل الآني. ورغم غياب الوثائق التي تدعم هذه الادعاءات، يبقى تسلا شخصية بارزة في تاريخ العلم. ألهمت أفكاره الجريئة وإصراره على استكشاف المجهول أجيالًا من العلماء والحالمين. يمثل تسلا مثالًا حيًا على أن حتى الأحلام الأكثر جرأة يمكن أن تؤدي إلى أعظم الاكتشافات.