تجارة البحار بين الثروات والمخاطر
قديماً، عبرت البحار والمحيطات سفن عملاقة تحمل أثمن البضائع من مختلف القارات. من آسيا، جاء الحرير والصوف والفلفل الأسود، ومن إفريقيا الذهب والعاج والعبيد، ومن أمريكا البن والتبغ والبطاطا. شكلت هذه البضائع ثروات هائلة للتجار، حيث كانت تُباع بمبالغ طائلة عند الوصول إلى الموانئ.
مع ازدهار التجارة، ظهرت جماعات القراصنة الذين كانوا يجوبون البحار بحثاً عن الصيد الثمين. أغلب القراصنة كانوا من المجرمين الهاربين، مما جعلهم كابوساً للسفن التجارية. ولكن بين كل هؤلاء القراصنة، برز ثلاثة شكلوا عصابة أرعبت البحار لعقود، وهم: جاك واكهام، آن بوني، وماري ريد.
ظهور القراصنة وعصر الرعب في البحار
جاك واكهام: مبتكر علم القراصنة
ولد جون واكهام في إنجلترا عام 1682 وانضم إلى طاقم القرصان الشهير تشارلز فاين، الذي اشتهر بسطوه على السفن الفرنسية والإنجليزية. لاحقاً، عُرف واكهام بلقب "كاليكو جاك" وأصبح قائداً لسفينة فاين. اشتهر جاك بابتكاره علم القراصنة الشهير (جمجمة وعظمتين متقاطعتين على خلفية سوداء).
بعد عزله من القيادة، شكّل جاك طاقمه الخاص وجاب البحار قرب جامايكا، حيث اشتهر ببطشه وقسوته. في عام 1719، قابل جاك آن بوني لتبدأ شراكة غيرت مجرى حياته.
آن بوني: المرأة التي أرهبت البحار
وُلدت آن بوني عام 1702 في أيرلندا وكانت ابنة غير شرعية لمحامٍ ثري. بعد زواجها من رجل طامع في ثروة والدها، هاجرت إلى جزر الباهاماس، وهناك تعرفت على جاك ووقعت في حبه.
هربت آن مع جاك على متن سفينة مسروقة، وشكلا ثنائياً مرعباً في عالم القرصنة. عُرفت آن بشجاعتها الشديدة، حيث نالت احترام طاقم جاك بعد مشاركتها في المعارك.
ماري ريد: المحاربة المتنكرة
كانت ماري ريد، ابنة غير شرعية أيضاً، قد تربت متنكرة بزي الرجال لتحصل والدتها على إعانات مالية. انضمت ماري إلى الجيش البريطاني قبل أن تعمل كقرصانة بعد لقائها بآن وجاك.
ظلت ماري تخفي هويتها الحقيقية عن الطاقم، لكنها أثبتت كفاءتها في المعارك، مما أكسبها مكانة خاصة بينهم. علاقتها بآن أثارت غيرة جاك، حتى كشفوا له حقيقتها.
النهاية الدرامية للعصابة
في عام 1720، هاجم القبطان جوناثان بارنيت سفينة جاك، حيث كان معظم الطاقم تحت تأثير الكحول. قاومت آن وماري بشجاعة، لكنهما خسرنا المعركة في النهاية.
- أُعدم جاك فوراً بعد المحاكمة.
- تأجل إعدام آن وماري بسبب حملهما.
- ماتت ماري في السجن بسبب الحمى، بينما تمكنت آن من الهروب وعاشت حياة جديدة.