لأسباب مجهولة أو ربما شخصية جدا فإني أعتبر فيلم case 39 أو الحالة 39 من أقرب الأعمال إلى قلبي رغم أنه فيلم رعب نفسي خطير . و هذا راجع ربما للجو العام للفيلم (المريح) واستمتاعي بالتجربة . ووجود ممثلين رائعين في أدوار البطولة على عكس أفلام الرعب ، والتي غالبا ما يكون أبطالها مجرد هواة أو ممثلين درجة ثانية .
حسنا ماذا لو ظننت أنك أنقذت أحدهم من الخطر و اكتشفت بعدها أنه هو الخطر بذاته .. كيف ستكون ردة فعلك ، وكيف ستتعاطى مع الظروف الخارقة للطبيعة التي بدأتها بحسن نية لكنها حولت حياتك الى جحيم لا يطاق؟ .
لذة الرعب : فيلم Case 39
فيلم case 39 يدخل تحت تصنيف الرعب النفسي ، صدر سنة 2009 ، من إخراج كريستيان ألفارت .. وتأليف راي رايت و من بطولة رينييه زيليجير و برادلي كوبر و الطفلة جوديل فرلاند . وأنتج بميزانية 26 مليون دولار . تدور قصة الفيلم بصفة عامة عن موظفة إجتماعية تكافح من اجل إنقاذ طفلة صغيرة من والديها المجنونين لتكتشف أن الامر أكبر من هذا و تدخل في دوامة من الرعب قد تغير حياتها إلى الأبد .
بداية الفيلم مع بطلتنا الموظفة الاجتماعية المتفانية في عملها و الطيبة (إميلي) التي تذهب في زيارة لبيت أحد الأسر الغريبة الأطوار . الأسرة مكونة من الأب و الأم وطفلة وحيدة هي (ليلي) عمرها 10 سنوات . كانت طفلة في منتهى البراءة و الرقة و التي يظهر أنها تعاني من معاملة سيئة من طرف أبويها .
تلاحظ (إميلي) الوضع وتطلب منهم زيارتها مرة أخرى في مكتبها . وهناك يتوضح الوضع أكثر مع تلميحات الطفلة وإيماءتها التي توضح أنها في خطر . و يتصاعد التوتر مع اتصال هاتفي من الطفلة للبطلة تخبرها أن حياتها في خطر و أن والديها على وشك قتلها .
تتدخل إميلي بسرعة و تتصل بالشرطة و يتم إنقاذ الطفلة في آخر لحظة ( حيث كانت ستحرق داخل فرن) و يتم وضع الوالدين في مشفى المجانين .
تتعاطف (إميلي) مع الطفلة ، وتزورها في المشفى زتقرر أن تتبناها رسميا وتصبح الدنيا فجأة وردية وكل شيء رائع .
حسنا هل تظن أن الأحداث انتهت هكذا ؟ أنت مخطئ تماما يا عزيزي القارئ .
تنخرط الطفلة في نشاط اجتماعي و تصادق أحد الأطفال ، وفجأة في اليوم الموالي يقوم الطفل بقتل والديه ببشاعة . و تكتشف الشرطة أن اتصالا هاتفيا جاء من منزل (إميلي) قبل وقوع المجزرة . و يخبر الطفل الشرطة أنها هي من طلبت منه ذلك ، من ؟ .. من غيرها ، الطفلة البريئة (ليلي) لكن مستحيل .
تقرر (إميلي) أخذ الطفلة إلى صديقها الأخصائي النفسي من أجل المساعدة . طبعا الجلسة لم تكن مريحة و كأن الأخصائي النفسي قد خاف من الطفلة .. و يخبر البطلة أن هذه الطفلة ليس سهلة ليموت في نفس الليلة ببيته بطريقة غامضة . فتربط (إميلي) بين وفاته و بين (ليلي) لتقرر التحقيق في قضية الطفلة التي ظنتها بريئة و تبدأ الأحداث .
تتصاعد حدة الأحداث و يرتفع جو التوتر و الرعب النفسي و تقرر (إميلي) زيارة بيت (ليلي) ثم والدها في المشفى للتأكد حول خاطر رهيب يراودها . و تكتشف سرا رهيبا لم تكن في البداية مستعدة لتصديقه لكن وقتها أصبح كل شيء وارد . و يبدأ التحول في شخصية الطفلة من البراءة إلى شخصية مرعبة جدا . وتقع أحداث صادمة وقوية وعنيفة أيضا حتى تبلغ الذروة بنهاية الفيلم .
رأيي الشخصي كمحب للأفلام و خاصة فئة الرعب أن فيلم case 39 لم يكن طبعا الأفضل في تصنيفه .. و ليس الأهم و لا الأقوى . لكنه يبقى فيلما جميلا و مرعبا و يقدم قصة قوية و حبكة مترابطة حتى النهاية . والأجمل شخصية الطفلة المرعبة و ظهور النجم برادلي كوبر زاد العمل رونقا و جمالا و هذا أول و آخر ظهور له في فيلم رعب .
من حيث التمثيل فإن الممثلة القديرة (رينييه زيليجير) كانت الأفضل . و هذا طبيعي بإعتبار أنها فازت بالأوسكار مرتين و تعتبر مشاركتها في فيلم رعب أصلا مفاجأة جميلة لعشاق هذا النوع .
مشاهد الرعب كانت جيدة بصفة عامة مع بعض الكليشيهات طبعا و قفزات الرعب لم تكن كثيرة و بالمجمل فإن الفيلم جيد .
فيلم case 39 فشل في شباك التذاكر ، حيث غطى ميزانيته محققا 28 مليون دولار كإيرادات . على عكس أفلام الرعب غالبا و التي تكون مربحة جدا .. أما على الصعيد الفني فكانت المراجعات و التقييمات متوسطة إلى سيئة و لم يترشح إلا لثلاثة جوائز و لم يحقق أي واحدة منهم .