la casa de papel هي سلسلة درامية إسبانية من جزأين من إنتاج سنة 2017 من تأليف ALEX PINA هذا الأخير أظهر عبقريته في صياغة واحدة من أجمل عمليات السرقة على الإطلاق. وقد نالت السلسلة العديد من الجوائز أهمها جائزة إيمي لأفضل عمل درامي لسنة 2018 و أصبحت تنافس حتى أشهر اللأفلام و السلسلات الأمريكية و حازت على عدد كبير من المشاهدين حول العالم.
تم بث السلسلة للمرة الأولى على قناة أنتينا 3 الإسبانية في 2 مايو 2017 و بعدها لاقت رواجا واسعا من خلال ضمها للقائمة العالمية NETFLIX.
la casa de papel بيت المال أو بيت من ورق ، و المقصود بهذا العنوان تحديدا دار صك العملة “دار طباعة المال” بإسبانيا التي ستشهد واحدة من العمليات الفريدة في السطو و السرقة.
la casa de papel عندما تتحول السرقة إلى إبداع
يبتكر “البروفيسور” خطة السطو على دار طباعة المال و يجند لذلك ثمانية من اللصوص المحترفين الذين قام بإعطائهم أسماء مدن باعتبارهم لا يعرفون بعضهم البعض مما يساعدهم على إخفاء هوياتهم الحقيقية عن بعضهم ، و تعتبر هذه هي القاعدة الأولى التي حثهم البروفيسور على الإلتزام بها و بالتالي عدم إقامة أية علاقات شخصية.
حينها يبدو جليا للمشاهد أنه بصدد اكتشاف واحدة من أذكى عمليات السرقة بدون منازع.
البروفيسور هو سيرخيو ماركينا
و هو الشخصية المحورية في هذه السلسلة و قد قام بتجسيد هذا الدور الممثل Alvaro Morte و قد أبدع في تقمصه للشخصية. وهي شخصية غامضة ذات كاريزما إستثنائية و يظهر ذلك من خلال علاقته مع المجموعة و خاصة مع مراحل الإعداد لتنفيذ عملية السطو.
بدأت فكرة السطو على دار طباعة المال تراود البروفيسور منذ طفولته حيث كان ملازما للمستشفى نتيجة إصابته بمرض خطير وكان والده دائما يسرد عليه قصص السرقة و السطو المسلح على البنوك. وفي أحد الأيام قتل والده في تبادل إطلاق النار أمام أحد البنوك فاكتشف حينها أن القصص التي كان والده يسردها له ماهي إلا عملياته الخاصة للسطو على البنوك التي قام بها كي يستطيع تغطية مصاريف العلاج و الإقامة بالمستشفى التي كانت باهضة جدا و في المقابل لم يجد من يساعده في سدادها.
منذ تلك اللحظة إعتبر البروفيسور أن عملية السرقة التي سيقوم بالإعداد لها بعد عدة سنوات ستكون بمثابة الثأر لوالده و تكريما لروحه.
وكي يضمن نجاح خطته خصص منزلا بمنطقة ريفية لإيواء المجموعة (اللصوص) لمدة خمسة أشهر لإطلاعهم على جميع المراحل التي سيمرون بها من بداية تنفيذ عملية السطو و احتجاز الرهائن إلى غاية خروجهم من دار صك العملة في إحدى عشر يوم تقريبا ، ووضع خلال تنفيذ العملية مجموعة من القواعد التي حثهم على الإلتزام بها و أهم قاعدة هي تنفيذ العملية دون أن تسيل قطرة دم واحدة و اعتبر ذلك الخط الأحمر الذي لا ينبغي اجتيازه.
تبدأ عملية السطو و يتمكن اللصوص من الدخول إلى دار الطباعة و احتجاز الرهائن تماما كما خطط البروفيسور و يبقى هذا الأخير خارجا يسير عملية السرقة من المستودع الذي خصصه لهذا الغرض حيث بإمكانه متابعة كل ما يدور بالداخل كما كانت له مهمة أخرى غاية في الأهمية وهي التلاعب بالتحقيق حيث كان في كل مرة يتصل بخيمة التحقيق مستعينا ببرنامج على الكمبيوتر يقوم بتغيير الصوت كي لا يتمكنون من تقفي أثره و بالتالي كي يمنح أصدقاءه الوقت لطباعة مالهم الخاص من خلال مراوغة التحقيق و تحويل وجهته التي تتمثل في مداهمة دار صك العملة و تحرير الرهائن.
مع توالي الأحداث في السلسلة نتبين عبقرية البروفيسور حيث تدور تلك الأحداث تماما مثل ما توقعه كما لو كان له علم بما سيحصل مسبقا وصولا إلى أدق التفاصيل. و لكن الشيء الذي لم يكن يتوقع حصوله هو وقوعه في حب المحققة “Raquel” التي أوكلت لها مهمة متابعة عملية السطو و التي بدورها وقعت في حبه و كانت تعرفه بإسم “سالفا salva” و بالتالي لم تكن تعلم أنها على علاقة مع أكبر المجرمين المطلوبين للسلطات الإسبانية حتى أنه أصبح يرافقها في عملياتها التي تقوم بها في التحقيق (تخيلوا ذلك) وما ساعده في ذلك هدوؤه التام حتى في أصعب المواقف مما جعل التحقيق لا يشك بأمره.
و لكن الأمر سيتغير مع مرور الوقت و تبدأ “راكيل” في الشك و السبب في ذلك هو أنه قبل عملية السطو لم يكن هناك وجود لهذا الشخص “سلفا” غير أنه ظهر فجأة مع بداية عملية السطو و مع ذلك كان البروفيسور في مأمن من الوقوع في قبضة التحقيق بفضل عدم تجديد هويته الوطنية منذ عشرين عاما أي لا توجد له بصمات في قاعدة البيانات لدى الشرطة و هو ماجعل التحقيق و المخابرات في ما بعد و كأنهم يتعاملون مع شبح.
ومع مرور الأحداث يكون أصدقاء البروفيسور في الداخل قد حققوا أرقاما هائلة في طباعة الأموال وقد نجح هنا البروفيسور في تطبيق قاعدته” سرقة الوقت” أي يسرق الوقت من التحقيق لكسب أكثر ما يمكن كسبه من الأموال.
شيئا فشيئا يكتشف التحقيق أنهم يتعاملون مع نابغة (البروفيسور) حتى أن المحققة راكيل إعترفت لـ “سالفا salva” (أي البروفيسور) أن الشخص الذي يتفاوضون معه (أي البروفيسور) يفوقهم قوة. و تكمن المفارقة العظيمة هنا و هي أن مجموعة اللصوص بالداخل ليست هي التي تبدو داخل عرين الأسد (أي في خطر محدق) و إنما يحمل البروفيسور ثقل العملية بأكملها على عاتقه و كان هو المعرض الأول لعملية الإعتقال و لكنه كان متمكنا مما يفعله و استطاع مجاراة التحقيق و رجال المخابرات و جر القضية برمتها حيث يريد هو.
في نهاية السلسلة يستطيع البروفيسور إقناع راكيل من الرحيل معه بعد ما عبر لها عن صدق مشاعره تجاهها في اللحظة التي اكتشفت فيها هويته الحقيقية “سيرخيو ماركينا”.
تمكنوا من الخروج من دار طباعة المال قبل بضعة دقائق من مداهمة القوات الخاصة محملين بأكبر مبلغ مالي تم الإستيلاء عليه في التاريخ.
اللصوص هم:
“برلين” هو المسؤول الرئيسي عن العملية داخل دار الصك و هو الوحيد الذي يعلم هوية البروفيسور الحقيقية و يعتبره مثل شقيقه الأصغر سيموت أثناء المداهمة.
“طوكيو” هي مجرمة مطلوبة للعدالة في عديد القضايا .تعتبر شخصية مهمة جدا في السلسلة .هي فتاة متمردة و متسرعة .
“دنفر” شاب مدان في قضايا عنف و تتعلق به عديد القضايا.
“موسكو” والد دنفر.
“ريو” أصغر شخص في المجموعة و حبيب طوكيو متعلقة به جرائم قرصنة على الأنترنت.
“هلسنكي” صربي و هو يعتبر الخادم المطيع لـ برلين .
“أوسلو” صديق هلسنكي على الدوام.
“نيروبي” فتاة جميلة و هي المسؤولة عن طباعة الأموال و هي متخصصة في تزوير الأموال.
في النهاية أنصحكم بمشاهدة السلسلة لأنها حسب رأيي أفضل سلسلة قمت بمشاهدتها كما أني لم أتطرق للعديد من الأحداث.
أرجو أن أكون نجحت في تقديم حوصلة لهذه السلسلة الجميلة.
و تحياتي.