في سنة 2018، و في غفلة من المشاهدين.. ومن مكان مجهول خرج إلى النور فيلم A Quiet Place أو مكان هادئ.
يعلم الجميع أن أهم عنصر في أي فيلم سينمائي ناجح هي جودة و قوة السيناريو.. والحقيقة أن فيلمنا هذا يحتوي على قصة أصلية قوية حابسة للأنفاس و مثيرة جدا.
لذة الرعب : فيلم A Quiet Place
فيلم A Quiet Place هو فيلم رعب وإثارة نفسي، صدر سنة 2018. من بطولة إميلي بلانت و بطولة وإخراج جون كراسينسكي. يحكي قصة أسرة آبوت التي تكافح من أجل البقاء في عالم انقرض فيه البشر.. و تتحكم فيه كائنات شريرة تتمتع بجهاز سمع قوي، و تلتهم أي شخص يصدر صوتا في ثوان معدودة فتصبح الأسرة تعيش في صمت مطبق إجباري من أجل الحفاظ على سلامتهم.. فهل سينجحون أم سيكون للكائنات رأي آخر؟
منذ البداية سيحرص صناع الفيلم على إدخالك بكل حواسك إلى العالم الديستوبي الذي صنعوه بمهارة و حرفية شديدة. و طوال مدة عرض الفيلم ستحبس أنفاسك و تقلق على مصير الأبطال. كل هذا بفضل القصة القوية و التمثيل الرائع و تصميم الجرافيك الجميل و المفزع للكائنات التي تلتهم البشر.
فيلم A Quiet Place لن ياخذ أي وقت في بناء الأحداث أو تطوير الشخصيات. لا، من أول دقيقة ومن اللقطة الافتتاحية الصادمة تبدأ الإثارة و الأحداث الرهيبة.. ستتورط مع أسرة آبوت و تصبح كأنك فرد منهم.
وتتوالى الأحداث تشويقًا، ويستمتع المشاهد بمهارات البقاء التي طورها أفراد العائلة تحت وطأة واقع مرير وصامت. لكنهم يواجهون تحديًا جديدًا بعد وقوع عدة أحداث صاخبة قد تهدد سلامتهم.. فيواجهون صعوبات أكبر من أي وقت مضى في سعيهم للحفاظ على الصمت التام.
طبعا الأحداث تقع في مدينة نيويورك بعد 12 شهرا من سيطرة الكائنات على عالم البشر. والفيلم لم يشرح أبدا لماذا و من أسن و كيف ظهرت هذه الكائنات.
يبدأ الفيلم من وسط الأحداث وسط صراع الأسرة مع العالم الموحش، ويعرض كيفية مكافحتهم لعدو لا يرحم و سلاحك الوحيد لمواجتهه هو الصمت لا غير.
الأساليب التي طورتها الأسرة من أجل البقاء كانت فعالة طوال سنة كاملة، لكن أحد أفراد الأسرة يرتكب خطأ بسيط جدا لكنه مكلف و يتسبب في خسارة فادحة وصدمة للأسرة و معه يتغير كل شيء و يبدا الصراع المرير مع عدو لا يرحم.
من الناحية الفنية يمكن القول أنه واحد من أفضل أفلام الرعب بفكرة مبتكرة و تنفيذ أكثر من رائع. تمثيل قوي لجميع الأبطال و إخراج ممتاز، تصميم الوحوش جيد وعرض الأحداث و السرد القصصي جميل بدون أي حشو أو مبالغات أو تطويل . الأحداث قوية و سريعة و الحوارات قليلة جدا و قد تكفلت الإيماءات بكل شيء هنا و كانت معبرة فعلا.. خاصة من الممثلة إيميلي بلانت .. لتأتي النهاية المأساوية و الصادمة للفيلم.
مع العلم أن الممثل الذي أدى شخصية الأب هو نفسه مخرج الفيلم، وهذا هو عمله الأول. و الصراحة انه فيلم متقن و ليست هذه هي أول مرة لمخرج يكون فيلمه الأول رائع فالسينما بصفة عامة جعلتنا معتادين على حقيقة أن كل الأفلام الأولى للمخرجين تكون قوية وخلاصة القول أنه مخرج واعد و متمكن من أدواته.
كل هذا و فيلم A Quiet Place أنتج بميزانية بسيطة لم تتعد 17 مليون دولار لكنه حقق أرباحا ضخمة.. و نال إشادة عالمية و الكثير من الجوائز، وترشح عن أوسكار فئة أفضل تحرير صوتي.