في هذا المقال نتكلم عن الأساطير القديمة ودورها في تشكيل ثقافات الشعوب مع التركيز على التشابه بين القصص الأسطورية في مختلف الحضارات السابقة . سنروي لكم في هذا المقال احتمالية وجود حقائق تاريخية خلف هذه الحكايات،
مثل الطوفان العظيم الذي حدث في عهد نبي الله نوح وقصة مدينة طروادة، بالإضافة إلى تحليل أصل الحيوانات الأسطورية كاليونيكورن.
استمتع برحلة شيقة تجمع بين الخيال والتاريخ لاكتشاف ما وراء الأساطير.
الأساطير: بين الخيال والحقيقة
الأساطير، هي القصص والخرافات التي ميزت الشعوب والحضارات عن بعضها البعض. فكل حضارة لديها قصصها وآلهتها التي عبدتها كأسطورة بيرسيوس ورأس ميديوسا من الأساطير الإغريقية أو قصة إيزيس وأوزوريس من الأساطير المصرية القديمة بمعنى الحضارات جميعها تميزت بأساطيرها.
ولكن في بعض الأحيان، نجد تشابهاً بين هذه القصص عند بعض الحضارات، والتي يمكن أن يرجع السبب إلى التواصل الثقافي. لكن ما علينا سأطرح عليكم سؤالاً أولا هل فكرتم من قبل بينكم وبين نفسكم إن كانت تلك الأساطير ليست مجرد قصص خرافية؟ بمعنى.. هل يمكن أن تكون هناك نوع من الصحة أو الحقيقة في هاته الأساطير لكنها شُوِّهَت بمرور الزمن؟ هذا ما سنناقشه في هذا المقال فمرحبا بكم أعزائي القراء في رحلة جديدة في صفحات التاريخ الخفي.
في اعتقادي الشخصي أنا لا أظن أن كل الأساطير والحكايات القديمة فقط تفاهة أُلِّفَت من طرف الشعوب للترفيه عن نفسها وحكايتها في الاحتفالات وما شابه ذلك. إنما في نظري أن هنا جزءا من الحقيقة في الأساطير ربما حدثت وقائعها في عالمنا. لكن مع مرور الزمن تغيرت الصورة الأصلية لها وبالغوا في أحداثها.
من هؤلاء المستكشفين نجد “بليني الأكبر ” الذي وصفه في كتابه التاريخ الطبيعي “اصطاد الهنود الأوروبيون وحشاً شديد الوحشية يُدعى مونوسيروس، له رأس يشبه رأس الأيل، وأقدام كأقدام الفيل، وذيل يشبه ذيل الخنزير، وبقية جسمه يشبه جسم الحصان، وله قرن واحد على أنفه” وكلمة مونوسيروس ترجمت أحيانا إلى وحيد القرن أو أحادي القرن وأعتقد أن الحيوان المقصود هنا هو حيوان وحيد القرن وتحديدا وحيد القرن الهندي.
وإعطاء بيني لهذا الوصف ربما يرجع إلى كونه سمعه من شخص آخر رأى وحيد القرن وبالغ في وصفه. وطبعا، مع مرور الوقت وانتقال الوصف من شخص لآخر أنتج اليونيكورن الذي نعرفه حاليا.
وهناك حيوانات أخرى لن نذكرها؛ ولذلك لأنها ذكرت في نصوص دينية، ولا نريد التطرق لذلك الجدل.
كما أننا نجد في العديد من الحضارات القديمة والديانات أحداثا ذكرت في جميعها مثل الطوفان العظيم أو طوفان سيدنا نوح كما هو معروف عندنا.
ففي الحضارات القديمة كالإغريقية والبابلية والهندوسية، وجميعها اتفقت على أن هناك طوفانا حدث على الأرض وسببه فساد البشر، وأنه كان عقاباً من الآلهة ونجا منه شخص بسفينة قد صنعها، ففي اليونان نجا ديوكاليون وزوجته بيرو من الطوفان عن طريق سفينة صنعها، وفي الهندوسية يُدعى البطل مانو، وهو يبني سفينة لنجاة نفسه ومخلوقات الله الأخرى.
وباختلاف أسماء الشخصيات المضمون شبه واحد، طوفان ضرب البشرية عقابا على خطاياهم، ونجا منهم شخص باستعمال سفينة قد صنعها.
هذه القصص جعلت العديد ممّن لا يؤمنون بالأديان السماوية يصدقون بحدوثها لكون العديد من الحضارات تكلمت عنها.
من منا لا يعرف مدينة طروادة التي كانت مدينة قوية تقع في منطقة ما يعرف الآن بتركيا. وفي ذروة قصتها، حاصر جيش الإغريق المدينة لعشر سنوات قبل أن يتمكن اليونانيون من اختراق جدرانها باستخدام الحيلة الخبيثة للحصول على دخول المدينة من خلال خدعة “الحصان الخشبي”. بعد سقوط المدينة، اندلعت مأساة طروادة، ودُمِّرَت بالكامل، والتي يحتمل أنها فعلا كانت موجودة، وذلك بعدما اكتشفت عدة آثار في منطقة بتركيا على الأرجح أنها هي، وربما أن أخيل فعلا شخص حقيقي حارب في تلك الحرب، وقتل فيها والأساطير نسجت عن هذه المدينة والحرب التي وقعت فيها.
يجب ألا نعتبر الأساطير مجرد قصص خرافية فقط، بل أحيانا يجب التعمق فيها لربما نجد أنفسنا اكتشفنا قطعة من التاريخ الذي كان غائبا عنا، وفي الأخير أتمنى منكم أن تتركوا رأيكم في خانة التعليقات.