في العام 2005 صدر فيلم سيد او ملك الحرب lord of war وأثار نقدا سياسياً وفتح خفايا ارشيف عسكري كامل من منظور محايد.
مقدمة الفليم هي شرح مختصر لـ “حياة الرصاصة” بداية من شريط نحاسي في المصنع إلى ذخيرة حية داخل بندقية. وهناك شخص يقف على فوارغ الذخيرة يخبرنا ان هناك اكثر من 550 مليون قطعة سلاح حول العالم مما يعني قطعة سلاح واحدة لواحد من بين 12 شخص على مستوى العالم، والسؤال الملح بالنسبة إليه : هو كيف نسلح الـ 11 الباقين؟
يظهر لنا لاحقا ان ذلك الشخص هو يوري اورلوف ، تاجر سلاح ، ويلاحق الفيلم قصته من البداية ، فهو أمريكي من أصل أوكراني يعيش حياة تعيسة مع عائلته التي فرت من جحيم الأتحاد السوفيتي إلى امريكا ليكتشفوا ان امريكا لم تكن إلا جحيم اخر.
سيد الحرب .. القصة الحقيقة
يوري اورلوف .. تاجر يربح من خسارة الناس لارواحهم!
ادعى والده انه يهودي في سبيل الحصول على المساعدة من المجتمع اليهودي للهرب من أوكرانيا السوفيتية وتأمين حياة افضل له ولأخوه فيتالي فغير اسمه ، وقد أعجب بهويته المزيفة فبقي يدعي أنه يهودي حتى بعد وصوله الى أمريكا ، واصبح هذا الادعاء بؤرة للمشاكل بينه وبين زوجته المسيحية الملتزمة.
امتلكت العائلة مطعما صغيرا كان مردوده ضئيل ، وكانت الحياة في حيهم اشبه بالحياة في الاتحاد السوفيتي… حيث المافيا الروسية التي جلبت معها من الوطن خلافاتها القديمة فاصبحت حروب العصابات شيء عاديا بالحي ، حتى أن يوري رأى ذات مرة اشتباكا ادى لمقتل رئيس عصابة وكاد ان يودي بحياته… فعرف حينها ان الحياة قصيرة وان عليه اغتنام الفرص ليعيش الحياة كما يجب ، فقرر أن يترك المطعم البائس وبدأ يتاجر في السلاح.
قام يوري بالذهاب مع والده إلى الكنيس اليهودي وتحدث مع الحاخام في سبيل أن يسهل تواصله مع مصنع سلاح اسرائيلي ليشتري منه سلاح رشاش عوزي UZI ثم قام ببيع الاسلحة لعصابة محلية وحقق ربح كبيراً في يوم واحد.. اكبر مما يجنيه في لسنة من العمل في المطعم العائلي الفاشل.
بدأ يوري بالتحدث إلى أخيه فيتالي ليشاركه في عمله قائلا انه يحتاج لشريك أمين.. وأتفق الأخوان على العمل معا واحتفلا بالمناسبة على طريقة الثوار في أوروبا الشرقية، قارورة من الكحول على نَخب أُخوة السلاح.
وبدأوا تجارتهم برحلة إلى المانيا الغربية ، إلى معرض السلاح الدولي ليلتقي يوري بـ (وايز) وهو من اكبر تجار الاسلحة الأمريكين ، وقد طلب يوري منه أن يعملا معا ، فاجابه وايز بتكبر :
(نحن غير متشابهين .. انت تعتقد انني تاجر سلاح فحسب لكني لا ابيع السلاح للجميع بل اتحيز لطرف على آخر).
فرد عليه يوري: لكن في حرب العراق وإيران بعت السلاح لكلا الطرفين!.
فرد وايز: ألم يخطر في بالك انني أردت من كلا الطرفين ان يخسر؟
قرر يوري أن يقوم بالتجارة على طريقته دون الحاجة لمساعدة احد ، فذهب الى لبنان أيام الحرب الاهلية ، وأخذ يبيع الأسلحة الى جميع الاطراف بدون أي وازع اخلاقي.
استمر يوري في تجارته المزدهرة ،
وأكتشف أنه مع كل حرب تدخلها الولايات المتحدة تترك ورائها ترسانة اسلحة ضخمة وأن شحن تلك الأسلحة واعادتها إلى الولايات المتحدة مكلف اكثر من صناعتها لذلك يتم تدمريها وتوكل المهمة إلى جنرال في الجيش ، وحيث أن هذا الجنرال لا يأبه لارواح المدنيين او لمصير تلك الأسلحة فيتم بيعها محليا.
وقد قام يوري بالتواصل مع جنرال أمريكي ليشتري السلاح منه وانصدم للترسانة الهائلة من الاسلحة المتروكة للسلاح لدرجة انه باعها بالوزن بدل القطعة! وبعد إنهاء الصفقة قد سمع يوري أصوات إطلاق نار فسقط المال من يده ليرى أفراد مسلحين يقومون باعدام طفل بالأسلحة التي كان وسيطا لبيعها…وفي مشهد دراماتيكي يقوم يوري بجمع المال من الأرض بينما كان دم الطفل ينزف.
بدأ يوري رحلته حينها حول العالم ولم يكن يأبه من يصنع السلاح ومن يشتريه… المهم هو المال .. قد باع يوري اسلحة إسرائيلية للمسلمين واسلحة شيوعية للفاشيين بل حتى أنه باع اسلحة للافغان حينما كانوا يقاتلون السوفييت…وحسب نظريته انه لم يتجاوز الخط الأحمر طالما انه لم يبع سلاح لمن ترضى عنه امريكا.
جمع يوري المال الكافي لأستقلاليته وبدأ بعمله الخاص لينتقل لاحقا إلى امريكا اللاتينية ويبدأ ببيع السلاح لعصابات وكارتلات المخدرات.
وحيث ان كل شخص له سعره فكان هناك أشخاص سعرهم هو اخلاصهم بالعمل، وكان احدهم هو الضابط جاك فالنتين بالشرطة الدولية والذي ظل يطارد يوري في سبيل الإمساك به… لكن وبما ان الكثيريين يمكن شرائهم بالمال قد ظل يوري متقدما عليه بخطوة وكان يفلت منه دائما.
في أمريكا اللاتينية تعرف يوري على طرق جديدة للدفع ومن بينها المخدرات وأصبح يقوم بتجارة المخدرات التي يقايضها بالسلاح.
(هناك قواعد في العمل يجب ان لا تكسرها .. اهمها ألا تنضم للزبائن). وقد كسر اخوه القاعدة حينما حصلت مشادة مع احد افراد العصابة فسحب سلاحه عليهم وقد تلقى يوري رصاصة حينها في سبيل حماية أخوه من القتل، إلا أن اخوه قد كسر القاعدة مجدداً حينما قام باستخدام المخدرات التي كانوا يقايضونها بالسلاح ليتحول إلى مدمن.
لقد كان اخوه يمر بانهيار نفسي… لقد كان يفتقد أوكرانيا واقربائه فيها ولم يكن يحب الحياة التي اجبر على عيشها على وعد كاذب انها افضل… بالنسبة له كانت أسوأ فاضطر يوري لوضعه في المصحة في سبيل ترك الإدمان وتحسين حالته النفسية وتوقف عن العمل لاستحالة عمله وحده وقرر اخذ إجازة.
وأثناء إجازته التقى إيفا فولتين…عارضة الازياء التي طالما سحرته بجمالها؛ وفي سبيل جذبها إليه واثارة اعجابها فقد كذب يوري عشرات الأكاذيب التي نساها لاحقاً من بينها أنه صنع ثروته من التجارة العامة… وانه يملك طائرة خاصة وفندق شهير وقد انطلت اكاذيبه عليها وطلب منها الزواج لاحقا فوافقت.
وحيث ان الاخبار السعيدة تتوالى فقد إنهار الاتحاد السوفيتي واستقلت أوكرانيا. ليجن جنون يوري حينها ويبدأ بتقبيل وجه غورباتشوف على التلفاز ويترك إجازته ويحجز اول رحلة إلى أوكرانيا حيث منجم الذهب الذي ينتظره.
كان انهيار السوفييت عبارة عن افتتاح منجم الذهب لتجار السلاح… منجم لا أحد يملكه.
التقى يوري بعمه ديميتري فولوكوف جنرال أوكراني ومسؤول عن جزء ضخم من مستودع السلاح ليتحدث معه عن شراء كمية ضخمة من التحفة الروسية AK-47
تلك التحفة التي يعشقها كل من يحمل سلاح حول العالم… بندقية سهلة العمل خفيفة وبسيطة لا تعلق ولا تتعطل ولا تزداد حرارتها فوق اللازم وتطلق النار بمعدل عالي واستخدامها سهل ويمكن حتى لطفل ان يستخدمها… وهم يفعلون.
وقد صنع السوفييت منها اكبر من تعداد شعبهم.
وقبل ان يأخذ موافقة عمه التقى يوري بتاجر الاسلحة وايز في إحدى المطاعم ليخبره أن يتنحى جانباً والا يعقد اي صفقات… وأثناء حديثهم أتت النادلة لتأخذ الطلب فبدأ يوري بتحدث الاوكرانية في إشارة مبطنة لمنافسه انه لن يستطيع أن يغلبه على أرضه.
وبدأ يوري بتوقيع عدة صفقات في أفريقيا اكبر قارة تعج بالحروب وحيث ان البنادق لم تكن تكفي فقد بدأ ببيع الدبابات والطائرات الروسية.
وحاول الضابط فالنتين الإمساك به لكن لم يفلح حيث أن يوري كان يبيع الطائرات والدبابات بدون ذخيرة … فتقنيا كان يبيع مركبات ولا يحق لفالنتين ان يحبسه بهذه التهمة.
ما لم يعلمه يوري حينها ان وايز لم يزر أوكرانيا فحسب ولم يخطط لبيع السلاح الاوكراني فقط… بل زار معظم دول الاتحاد السابق واتفق معهم مسبقا لكن عم يوري رفض الاتفاق رغم ان وايز عرض عليه شراء السلاح بضعف ما يدفعه يوري.. فكانت النتيجة هي اغتيال ديميتري والسطو على معظم الترسانة السوفيتية من قبل وايز.
وبعد اغتيال عمه حذره ابوه وأخوه من الاستمرار بالعمل… فقد علم ابوه بعمله ولم يمانع طالما ان يوري كان يجلب الرغيف إلى الطاولة. أما الأن فقد أصبح الأمر خطرا على العائلة لكن يوري لم يهتم.
قام يوري حينها ببيع القليل من الأسلحة التي أخذها قبل اغتيال عمه في ليبيريا لرئيس ديكتاتوري قضى ردحا من حياته وتعلم في أمريكا ارض الديمقراطية ليعود الى بلاده فيحكمها بقبضة من حديد.
واتفق معه على شحنات اسلحة له ولحلفائه من الثوار في سيراليون وساحل العاج وقد أهدى له رئيس ليبيريا هدية لن تقدر بثمن حيث قام باختطاف وايز بعد أن امسكه يحاول منح السلاح مجانا لأجل الثوار في ليبيريا في سبيل إسقاط حكمه الديكتاتوري وقدمه ليوري كهدية كانت تلك الهدية هي الثأر لعمه.
وأثناء طيرانه بشحنة أسلحة إلى سيراليون تفاجئ بطائرة عسكرية تطير بجانبه وعلى متنها الضابط فالنتاين الذي أمره بالعودة للمطار وحينما رفض الاستجابة تم إطلاق النار على الطائرة وكادت إحدى القذائف الصاروخية ان تنفجر ولم يعد أمام يوري اي خيار سوى الموت بالجو او تسليم نفسه.
وبمشهد دراماتيكي أمر الطيار ان يهبط بالأرض الصحراوية وفضل يوري أن يخاطر بالموت على أن يتم الإمساك بشحنة الأسلحة.
بعد الهبوط تجمع السكان المحليون ليروا ما الذي جرى فما كان من يوري إلا وان فتح البوابة وبدأ بتوزيع السلاح مجانا قائلا جملة تجار المخدرات الشهيرة : (اول عينة مجانية)
قام بتوزيع قنابل وبنادق حتى للأطفال في سبيل عدم إبقاء اي دليل وهو ما حدث فعلا.
لم يتبق شيء من الاسلحة لادانة يوري عند وصول العميل فالنتاين ودار بينهما حوار قصير.
فالنتاين: توقف عن اللف والدوران انت تكسب اموالا عن طريق منح أفقر الناس على الكوكب سببا لقتل بعضهم البعض.
اتعتقد ان الصواريخ النووية خطيرة؟ لا انها جالسة بمكانها لا تتحرك بينما اسلحتك أصبحت بيد كل طفل بافريقيا حتى أصبح 9 من كل 10 اشخاص يموتون بالأسلحة اليدوية مثل التي تبيعها.
يوري: أنا لم أضع السلاح بيد اي منهم وأعترفُ ان قيام حرب شيء سيسعدني لكن هذا غير مهم… طالما انهم يستخدمون الرصاص فأنا احصل على ما أريد.
إذا تفضلت فأنا مشغول وانت لا تملك اي دليل ضدي هلا تركتني اذهب؟
فالنتانين: يحق لي اعتقالك مدة 24 ساعة من دون سببب، ولن اعتقلك لاني احب صحبتك بل لتأخير شحنتك… بالطريقة التي أراها ان كل دقيقة اؤخرك بها ليست اخذا من وقتك بل منحهم وقتا إضافياً للعيش. كل دقيقة ستكون مكبل اليدين فيها سيكون هناك دقيقة اضافية لطفل او امرأة ليعيشوا على هذا الكوكب.
وفعلا قام باعتقاله في مكانه في وسط الصحراء وتركه على أمل أن يقوم السكان بقتله لكنهم انشغلو بتفكيك طائرته الضخمة وبيع قطعها.
لقد شاهد يوري تفكيك طائرته الضخمة من قبل سكان أميين جهلة لم يتعلموا بسبب ولادتهم في خضم حرب لم يكن لهم ذنب فيها.
عرفت زوجة يوري بالنهاية حقيقة عمله وهددته بالطلاق ان لم يتوقف فاضطر حينها لإيجاد عمل بديل بالتجارة لكنه لم يكن ربحا كما كان في السابق ولم يستطع الاستمرار فقرر العودة لما هو بارع به لكنه احتاج أخوه إلى جانبه.
عاد يوري إلى ليبيريا وحدثه رئيس ليبيريا حول شحنة سلاح إلى الثوار في سيراليون وسيكون الدفع بالالماس فوافق يوري وقاموا بشحن شحنات وكانت متجهة إلى مخيم لاجئين محاصر من قبل الثوار وبدأ يوري بتسليم السلاح وسرعان ما صحى ضمير اخوه قائلا له ان عليه التوقف وإنهم سيقتلون كل من في المخيم بمجرد تسليم السلاح لهم إلا أن يوري قد قال له تلك الكلمة التي ظل يكررها في كل مرة يصحو ضمير اخوه فيها : (انها ليس معركتنا) لكن هذه فقد اخوه صوابه وفجر إحدى الشحنات ليقوم الثوار بإطلاق النار عليه وقتله.
وحينما حمل جثة أخيه إلى المطار وجد الحراس عدة طلقات من عيار 7.62 في جثته وهو عيار بنادق حربية. ليتم اعتقال يوري أخيرا.
لكن بعد أن اعتقل ظهر رجل بزي عسكري مهيب يحمل اوسمة بطل قومي وتحدث مع فالنتاين ليطلق فالنتاين صراح يوري قائلاً له : (كنت سأقول لك اذهب للجحيم لكنني اعرف انك فيه).
ليكمل يوري مسيرته ببيع السلاح حول العالم دون اخوه او عائلته.
لينهي الفيلم قائلا : ان من سيعمر الأرض هم تجار السلاح… لأنهم ليسوا أغبياء حتى ينضموا للزبائن.
وينتهي الفيلم بالرسالة التالية:
الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين هم الأعضاء الخمسة الدائمين بمجلس الأمن الدولي وهم المسؤولين عن محاربة تجارة السلاح حول العالم، لكن تلك الدول هي أكبر من يتاجر بالسلاح بالعالم.
إذا من هو يوري وما هي قصته الواقعية؟
ولد فيكتور بوت في جمهورية طاجيكستان الاشتراكية في أواخر أيام الشيوعية وقد كان في جيش الأتحاد السوفيتي برتبة ملازم أول.
بعد انهيار الاتحاد السوفيتي اتفق فيكتور مع 3 مصانع سلاح على طلبيات كبيرة واستطاع الوصول إلى عدة زبائن يطلبون السلاح السوفيتي وطار من موسكو إلى كييف-أوكرانيا بطائرة مهجورة كان رقمها مفقودا.
وبمجرد أن وصل إلى أوكرانيا اكتشف ان الأمر ليس بتلك الطريقة السهلة خاصة انه لا يملك اي وقود لتهريب السلاح وسرعان ما تغير حظه حينها مع مشاكل المصانع والمستودعات النفطية التي لم يقبض عمالها رواتبهم إطلاقا بعد الانهيار.
قام حينها بالتواصل مع اكبر قدر ممكن من الزبائن من أفريقيا إلى الفلبين واستطاع تأمين مبلغ من المال بطريقة مجهولة… غالبا عن طريق طلب دفعة أولية من زبائنه.
وقام بعدها بشراء الأسلحة من عمال المصانع الذين لم يضربوا بأسعار رخيصة وبدأت شحناته بالطيران بالاتفاق مع جنرال أوكراني… وحيث ان الطائرات كانت طائرات دبلوماسية او غير مسجلة أصلا فلم تكن تفتش… وحتى ان فتشت فبصمات هيكتور ليست عليها.
سرعان ما بدأ هيكتور بالتواصل مع الجنرالات الروس والحصول على موافقتهم لاستخدام الأسطول البحري والجوي الروسي واشترى بعضا من الترسانة غير المسجلة. فبعد انهيار الأتحاد احرقت بعض السندات والثبوتيات وبالتالي لا يعرف احد كمية البنادق في المستودعات وكان تزويرها سهلا للغاية.
وبدأت الشحنات الروسية تطير بحرا وجوا واستطاع هيكتور بناء طرقه الخاصة بالنقل وبدأ عمله في عدة دول حول العالم.
كانت كمية السلاح التي باعاها مهولة… لدرجة ان الكثيرين يعتقدون ان الحكومة الروسية كانت مشاركة بالصفقات فمن غير المنطقي ان يتم تهريب عشرات الملايين من البنادق ومليارات الطلقات من غير علم الحكومة الروسية.
ويقال أن بوت بدأ عمله حتى من قبل انهيار الأتحاد السوفيتي ، فبحسب بعض ضباط لمخابرات الامريكان باع بوت سلاح سوفيتي للمجاهدين الافغان حينما كانوا مدعومين من الولايات المتحدة الأمريكية ايام الغزو السوفيتي لافغانستان وكان الإعلام الأمريكي حينها يمجد “مقاتلي الحرية” الأفغان.
لم تتوقف الشحنات فقط على البنادق بل شملت مدافع رشاشة وبنادق قناصة ورشاشات ثقيلة والغام دبابات و قذائف RPG-7 المضادة للدبابات .. وأحيانا حتى دبابات وطائرات!
على ما يبدو فأن هيكتور كوّن معارف مع مهندسين سوفييت لم يحصلوا على اي رواتب بعد انهيار الأتحاد وكانوا يقومون بتفكيك الدبابات وإعادة تركيبها مجدداً بعد عبور الحدود.
ولاحقا بدأت ينقل شحنات السلاح إلى امريكا اللاتينية وبفضله اصبحت الأسلحة السوفيتية موجودة في كل مكان بالعالم.
كان هيكتور يقوم بغسيل أمواله بواسطة عدة شركات حول العالم من بينها شركة أسهم بلغارية مملوكة من بعض رجال الاعمال والضباط ذو رتبة رفيعة بالجيش السوفييتي السابق.
وبعد أن بدأت شحناته تصل إلى العراق في وقت الحظر الأمريكي صنف الرئيس الأمريكي جورج بوش هيكتور بوت ومن يعمل معه كخطر على الأمن القومي الأمريكي وبدأ الإنتربول يبحث عنه لكن دون جدوى.
لقد كان هيكتور يملك عدة جوزات سفر من الجمهوريات المستقلة عن الأتحاد كذلك من بعض الدول الأفريقية الفقيرة.
وحينما صنف جورج بوش هكيتور بوت كخطر على الأمن القومي الأمريكي كانت دائرة التبغ والكحول والاسلحة هي من تبحث عنه وعن نفوذه في الولايات المتحدة وقد تمكنت بالامساك بعدة اشخاص ومتاجر تتعامل معه ، أحدها متجر رياضي في بنسلفاينا يمتلك معدات قنص سوفيتية قيمتها بلغت 240 الف دولار أمريكي في ذلك الوقت.
بعد أحداث 11 سبتمبر التي هزت امريكا أصبحت CIA و FBI يبحثون عن بوت ويقطعون سبيل شحناته حول العالم. وأثناء إحدى صفقاته تم الإيقاع به في بانكوك – تايلاند عام 2008.
كان بوت حينها قد باع أسلحة لعصابة اجنبية (غالبا من لاوس) وقد استلم ثمنها بالمخدرات وكان يحاول بيع المخدرات وقد نجحت شرطة تايلند الملكية بالايقاع به حينها وسلمته بالعام 2009 إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
حتى الآن لا يزال بوت يحاكم بتهم عدة من بينها :
تجارة الأسلحة غير المشروعة، تجارة المخدرات، العمل مع المافيا، جرائم حرب.
لا أحد يعلم حتى الأن اسم بوت الحقيقي… فإن الاسم فيكتور بوت ليس إلا اسم إحدى جوازات سفره.
ولا احد يعلم أين ولد بالضبط واين تربى او مقدار ثروته… لكن ما تم العثور عليه هو 6 مليار دولار.
بوت لم يكن يتكلم الطاجيكية والروسية فحسب بل كان يجيد عدة لغات ، وكانت هناك على وجه الخصوص كلمة يعرف كيفية نطقها بجميع لغات العالم .. وأنها كلمة رشوة!.
حدد الأطباء النفسيين ان بوت مجرمبالفطرة وقد يكون مجرم حرب فهو يملك تلك النظرة التي يملكها جميع المجرمين حول العالم… نظرة إنسان ميت من الداخل.
فيلم Lord of war وبعض الحقائق:
أن تجارة السلاح هي أكثر تجارة مربحة بالعالم لكن مردودها يأتي بالمقام الأول للحكومة ثم الصانع ثم التاجر ولعل تجارة السلاح هي ما حال بين روسيا والمجاعة بعد انهيار الأتحاد السوفيتي.
في مشهد نقل الأسلحة للثوار في سيراليون انتظر يوري شحنة الأمم المتحدة من الغذاء ليستخدم شاحناتها لنقل الأسلحة وكانت تلك إشارة إلى أن وظيفة الأمم المتحدة ليست الا منح الطعام والخيم لضحايا الحرب وليست إيقاف الحرب.
تم تصوير الفيلم في جمهورية التشيك والدبابات والبنادق لم تكن نسخ مزيفة بل كانت حقيقية.. حيث أنه وفي أوروبا الشرقية امتلاك دبابة وبندقية حقيقة ارخص من نسخ مزيفة.
وقد أبلغ مخرج الفيلم الأمم المتحدة انه سيقوم بتصوير المشهد حتى لا يحدث سوء تفاهم.
ما رأيك عزيزي القارئ في ذلك الفيلم؟ وهل تعتقد أن بوت سيحاكم بالإعدام أم أن الأسماء التي يملكها ستخرسه قبل أن يفوت الآوان؟