تدور الارض كما هو معلوم حول الشمس و رغم أن البشر لم يشعروا يوما بحركتها إلا أن الحسابات الفلكية أثبتت أن الأرض تتحرك بسرعة 29850 مترا في الثانية الواحدة (1) حيث تكمل دورة واحدة حول الشمس كل 365 يوما في الحقيقة لا يوجد شيء ساكن في الفضاء و قد أشار الله تعالى إلى هذا المعنى في قوله ( وكل في فلك يسبحون ) فالشمس بدورها تتحرك بسرعة 230 كيلومتر في الثانية.
وخلافا لما قد يتبادر الأذهان تعتبر هذه السرعة عادية بالنسبة للكواكب و النجوم قياسا بحجمها إذ تحتاج الإجرام السماوية في الغالب لعدة دقائق لتقطع مسافة بطول قطرها و نستطيع أن نتبين ذلك من مدة جريانها في افلاكها حيث تحتاج الشمس إلى 220 مليون عام لتكمل دورة واحدة حول الثقب الاسود القابع في مركز المجرة
هل يوجد حياة في عوالم اخرى؟
نأتي الآن للحديث عما بعد المجموعة الشمسية حيث تبين للعلماء أن المجرة تتحرك (2) أيضاً بسرعة 600 كيلومتر في الثانية (3) وقياسا بحجمها تعتبر هذه السرعة عادية إذ لا يخفى أن قطر مجرة درب التبانة يبلغ نحو 100000 سنة ضوئية يعني أن الضوء.
وهو لمح البصر يحتاج إلى مئة ألف عام ليقطع المسافة بين طرفي المجرة ليس هذا هو كل شيء فالكون يحوي ما لا يحصى عدده من المجرات بعض الارقام تتحدث عن نحو مائتي مليار مجرة في النطاق المنضور أي الذي استطاع العلماء رصده.
وفي مركز كل مجرة يوجد ثقب أسود تدور حوله مئات الملايين أو المليارات من النجوم بالإضافة إلى الكواكب و السدم و النيازك وغيرها من الاجرام.
الى هنا قد يعتقد البعض اننا وصلنا إلى نهاية الكون إلا أن للعلماء رأي آخر حيث بينت جل دراساتهم أن الجزء الذي تم رصده لا تبلغ نسبته حتى 0,5% من الحجم الحقيقي للكون (4) ولعل أول ما يتبادر للأذهان عند الوصول إلى هذه النقطة هو مدى صحة الفرضيات التي تتحدث عن إمكانية وجود حياة عاقلة في أماكن أخرى من الكون.
يذكر أن النصوص الدينية حوت على إشارات أو تلميحات قد يعتبرها البعض أدلة على وجود حياة عاقله في كواكب اخرى غير الارض .. من ذلك ما رواه الطبري و الحاكم بسند صحيح عن بن عباس في قوله تعالى : ( الله الذي خلق سبع سماوات و من الأرض مثلهن يتنزل الأمر بينهن ) قال ( سبع ارضين في كل أرض نبي كنبيكم و آدم كادم و نوح كنوح و إبراهيم كابراهيم و عيسى كعيسى )
وقال تعالى في سورة الشورى : ( ومن آياته خلق السماوات والأرض وما بث فيهما من دابة وهو على جمعهم إذا يشاء قدير )
وروى أبو نعيم عن وهب بن منبه قال : ( إن لله عز وجل ثمانية عشر ألف عالم الدنيا منها عالم واحد )
يذكر أن هذه المسألة قد خضعت لعدة دراسات و تكلم فيها كثير من العلماء و لعل أهم ما يمكن أن يستوقفنا من خلال هذه الأبحاث هو ما ورد في دراسة نشرت عام 2017 خلص فيها فريق من العلماء إلى قناعة مفادها أن أي حياة محتملة على أي كوكب في هذا الوجود ستكون مشابهه للحياة على الأرض.
وكتب سام ليفين احد مؤلفي الدراسة ( نتوقع أن يكونوا مثل البشر ) (5) وهذا كله يدحض فرضية وجود كائنات خارقة في هذا الكون كتلك التي يروج لها الاعلام الغربي ربما للتأثير في اللاوعي الجماعي للإنسانية وقد أدى ذلك إلى ظهور ايديولوجيات جديده تقدس الكائنات الفضائيه.
يذكر أن المسافات بين المجرات شاسعة بما يكفي لجعل أية إمكانية للتواصل بين البشر و بين سكان الكواكب الأخرى مستحيلة أو شبه مستحيلة يكفي أن نعلم أن أقرب مجرة الينا تبعد عن مجرتنا نحو مليونين و خمسمائة ألف سنة ضوئية (السنة الضوئية حوالي 9 ترليون كيلومتر) هذا زيادة على العوائق الأخرى كالاشعاعات الكونية و الرياح الشمسية و مشاكل الطاقة و السرعة و غيرها من المعوقات..
ومما هو جدير بالذكر أن علماء الفلك قاموا خلال العقود الماضية بدراسات معمقة حاولوا من خلالها التكهن بالشكل المحتمل للكون حيث خلصت إحدى الدراسات إلى نظرية مفادها أن الكون الذي نعيش فيه مسطح في حين اقترح علماء آخرون نظرية الكون المحدب على هيئة بالون في قشرته الرقيقة توجد جميع المجرات
في الحقيقة توجد نظريات كثيرة ربما يستوقفنا منها نظرية توصل إليها فريق بحث من جامعة مانشستر البريطانية (6) جاء في مضمونها ان هذا الكون الشاسع قد يكون على الأرجح على هيئة حلقة حيث تدور المجرات حول مركز لم يحدد العلماء ماهيته ربما تذكرنا هذه النظرية بالحديث الشريف الذي جاء فيه : ( ما السماوات السبع و الارضون السبع عند الكرسي الا كحلقة ملقات بأرض فلاة ).